في الوقت الذي أشاد رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي الخميس بالخطوة "الرائدة" بإلغاء الحكم الذاتي في القسم الذي تسيطر عليه الهند من إقليم كشمير، وحذر نظيره الباكستاني عمران خان من "التطهير العرقي"، أعلن دبلوماسيون الخميس، أن مجلس الأمن الدولي سيعقد جلسة مغلقة صباح الجمعة لمناقشة الوضع في كشمير.

وقد ألغت الحكومة الهندية الأسبوع الماضي الحكم الذاتي لكشمير، في خطوة من شأنها وضع الإقليم تحت وصاية مباشرة من نيودلهي.

وتفرض السلطات الهندية إغلاقاً على القسم الذي تسيطر عليه من إقليم كشمير المقسم بينها وبين باكستان، منذ 4 أغسطس، وقيدت حرية الحركة وأغلقت شبكات الهاتف والانترنت. 

وبعد ذلك بيوم، قررت نيودلهي إلغاء المادة 730 من الدستور الهندي الذي يمنح كشمير وضعاً خاصاً، وتقسيم جامو وكشمير إلى منطقتين، لتصبح مناطق خاضعة للإدارة المركزية الهندية مباشرة. 

وقال مودي في كلمة من "الحصن الأحمر" في دلهي الخميس، إن القرار كان من الخطوات "الرائدة" التي قامت بها الإدارة التي أعيد انتخابها مؤخراً.

وأشاد بـ "التفكير الجديد" على أنه ضرورة بعد سبعة عقود من الإخفاق في ضمان التجانس في المنطقة، مضيفاً: "نحن لا نؤمن بخلق المشاكل أو إطالتها، وخلال أقل من 70 يوماً من تولي الحكومة الجديدة زمام الأمور، أصبحت المادة 370 من الماضي. وفي مجلس البرلمان دعم ثلثا النواب هذه الخطوة". 

وأضاف أن "جامو وكشمير ولاداخ ستصبحان مصدر إلهام كبير لرحلة نمو ورخاء وتقدم وسلام الهند"، لافتاً إلى أن "الترتيب القديم في جامو وكشمير ولاداخ، شجع على الفساد والمحسوبية والظلم بالنسبة لحقوق المرأة والأطفال والمنبوذين والمجتمعات القبلية".  وتابع: "لقد أصبح لأحلامهم أجنحة جديدة". 

وأطلقت باكستان حملة دبلوماسية تهدف إلى إلغاء الخطوة الهندية، وطلبت رسمياً من مجلس الأمن الدولي الثلاثاء عقد جلسة طارئة لمناقشة الخطوات الهندية "غير القانونية". 

وقال رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان الأربعاء، إن "الوقت قد حان لتلقين دلهي درساً"، واعداً "بالقتال حتى النهاية" ضد العدوان الهندي. 

وقال خان في خطاب متلفز من مظفر أباد عاصمة القسم الباكستاني من كشمير، إنّ "لدى الجيش الباكستاني معلومات تفيد بأنهم (الهند) يخططون للقيام بشيء في كشمير الباكستانية، وهو جاهز وقادر على الرد بقوة"، مضيفاً: "قررنا أنه إذا حصل أي انتهاك من قبل الهند فسنقاتل حتى النهاية".

اقرأ أيضاً: باكستان تعلن مقتل 3 من جنودها في اشتباك عبر الحدود بكشمير

وخشية من حدوث احتجاجات والاضطرابات بسبب الخطوة الهندية، يخضع القسم الهندي من كشمير لإغلاق منذ أكثر من أسبوع مع إرسال عشرات آلاف الجنود كتعزيزات إلى سريناغار، المدينة الرئيسية فيه، وبلدات اخرى وقرى، مع فرض حظر تجول في المنطقة وقطع خطوط الهاتف والانترنت.

وصرح مسؤولون في الجزء الذي تحكمه باكستان من كشمير الخميس، أن ثلاثة جنود قتلوا في قصف هندي عبر الخط الفاصل الذي يعتبر حدوداً بين الجزئين، ولكن خمسة جنود هنود قتلوا عندما ردت القوات الباكستانية. 

اقرأ أيضاً: رئيس الوزراء الباكستاني يزور كشمير وسط توتر مع الهند

وفي حادث منفصل قتل شخصان آخران في باتال في الجزء الباكستاني من كشمير، بحسب ما صرح المسؤول المحلي ميرزا ارشاد جارال لوكالة "فرانس برس".

وقال: "يستمر قصف القوات الهندية للسكان المدنيين من وقت لآخر منذ هذا الصباح". 

كما أحيت باكستان "اليوم الأسود" الذي يصادف يوم استقلال الهند، احتجاجاً على الخطوة الهندية بشأن كشمير.
واستبدل رئيس الوزراء الباكستاني صورته على "تويتر" بدائرة سوداء.